السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
هذا البيض الذي تبيضه تلك الدجاجة التي لا تعرفين من صاحبها هو في حكم اللقطة وقد نص أهل العلم علي وجوب إلتقاط ما كان عرضة للضياع مما وجد من أموال الناس إذا كان الملتقط ( الواجد للقطة ) أمينا فإن كانت اللقطة ذات قيمة بحيث يبحث عنها صاحبها ويجتهد ليجدها عرفها من وجدها مدة يغلب علي الظن أن صاحبها لا يطلبها بعدها فإن لم يأتي صاحبها بعد تعريفها جاز التصرف فيها والإنتفاع بها مع ضمانها لصاحبها لو جاء يوما من الدهر يطلبها .
أما لو كانت اللقطة تافهة ولا تتبعها نفس صاحبها فهو لملتقطه ولا يلزمه تعريفها مثل التمرة والزبيبة فله أن يأكل ذلك ولا تبعة عليه فيه.
قال ابن قدامة : ولا نعلم خلافا بين أهل العلم في إباحة أخذ اليسير والإنتفاع به وقد روي ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وعائشة وبه قال عطاء وجابر ابن زيد وطاووس والنخعي .... ومالك والشافعي وأصحاب الرأي .
وعليه أختي الكريمة إن كان البيض ذو قيمة في المنطقة التي تقيمين فيها وهو عرضة للضياع فلا بأس أن تلتقطيه ويجوز لك الإنتفاع به مع ضمانه لصاحبه أو بيعه وحفظ الثمن لأصحابه إذا عرفتيهم يوما أو التصدق بالثمن عنهم .
قال ابن عبد البر في كتاب الكافي ( ومن التقط طعاما لا بقاء له ولم يتعرفه أحد بحضرة وجوده فليس عليه أن يعرفه منتظرا لربه ولا يمسكه حتي يفسد ولكن هو مخير في الصدقة به أو أكله إن كان فقيرا محتاجا إليه فإن تعرفه ربه ( اي صاحب الطعام ) بعد ذلك ضمنه إن كان أكله وإن كان تصدق به فربه مخير بين الأجر والضمان كسائر اللقطة .
